عند قرآتى لرواية المقامر لدوستويفسكى آثرنى أسلوبه ورغم أن كل الرواية
تتحدث عن حياة مقامر، إلا إنها تعتبر نقطة فاصلة فى حياة كلاً منا فحياة
معظمنا عبارة عن مقامرة، نقامر حين نولد ونقامر حين نكبر ونقامر حين ندرس
ونقامر حين نعمل ونقامر حين نُحب، ورغم إصابتنا المتكررة بالإحباط والندم
إلا أن تلك المقامرة هى ما تمنح حياتنا معناً وتجعلها ذات قيمة،
فدوستويفسكى بروايته يقامر أحياناً لأجل المقامرة ويقامر أحياناً لإرضاء
حبيبته صعبة الإرضاء ويقامر أحياناً وكأن حياته بأكملها تتوقف على تلك
اللحظة التى يظهر به الرقم المقامر عليه وحتى إن كان صفراً وهو إحتمال
ضئيل إلا أن الحظوظ تأتى على قدر إيمان أصحابها بها، ورغم أن نقود القمار
تذهب فى وقت أسرع من وقت حصوله عليها إلا أن كل فلس منها حمل معه حياة
لأحدهم أو لحظة زهو وفخر لآخرأو ندم لآخرين وهم كثر، فالحياة كلها ما هى
إلا مقامرة كبيرة حتى وإن لم نشغل لها بالا، فخطوتك الأولى وأنت طفل مقامرة
وتخرجك من الجامعة وعملك الأول مقامرة وحبك الأول مقامرة وطريقة عيشك
مقامرة وموتك مقامرة، فلا تشغل بالك كثيراً إن تعثرت اليوم فحتماً ستنهض
غداً.....
ومما أعجبنى أكثر برواية دوستويفسكى إنه يستطيع خلق حالة من
الحميمية تجمعك بشخصيات روايته ورغم صعوبة نطق الأسماء الروسية إلا أن
الشخصية تتجسد بخيالك لتغدو كقريب لك ذو إسم مألوف حتى تبادر بالثناء أو
الذم لتصرف تلك الشخصية وهو ما يجعل أسلوب الكاتب مميزاً حتى تغدو كضيف
يجلس على نفس المائدة مع شخصياته المتحدثة
بقلم/#أمنية_عبدالعزيز
#omnia_abdelaziz
No comments:
Post a Comment