Sunday, March 15, 2020

ألبير كامو رواية الغريب


تحكى الرواية قصة الفرنسى المغترب مارسو الذى يعمل بمكتب بالجزائر، وتبدأ الأحداث بإستقبال برقية تخبره بموت والدته بدار الرعاية، فيأخذ إجازة ويذهب لإلقاء وداعه الأخير على والدته، ولكنه لم يسع لرؤية وجه والدته للمرة الأخيرة ولم يذرف دمعة واحدة ،ربما حسب بأنها فارقت الحياة منذ اللحظة الأولى التى دخلت بها إلى دار الرعاية ليعود إلى عمله ويقابل زميلته السابقة بالعمل ليتذكر إعجابها به فيقول ربما حان الوقت لتبادل تلك المشاعر فيتواعدان لفترة من الوقت حتى تقترح عليه الزواج فلا يوافق ولا يرفض_، فإذا كانت تريد الزواج فسيتزوجها وإذا كانت لا تريد فلن يفعل، مما يضعك عزيزى القارئ أمام تساؤل آخر:هل يحبها حقاً؟ أم أنها مجرد علاقة تُنسيه همومه؟ ورغم ذهابه للعمل ومواعدته لصديقته إلا أنه يجد وقت فراغ كبير فيبدأ فى توطيد علاقته بجيرانه فمنهم العجوز الخرف والمخمور السادى ،ولكنه يصاحبهم على عيوبهم وكأنه يحاول إكتشاف عالمهم، إلى أن يصل لتلك اللحظة التى يطلق فيها الرصاص على عدو جاره ،وليست رصاصة واحدة بل أكثر .فلماذا؟ وبرغم أنه ليس هناك عداء شخصى بينه وبين ذلك الشخص. إلا أنه يضعك أمام تساؤلات آخرى: وهو ما الذى دفعه لفعل ذلك ؟هل سئم حياته وأراد إنهائها بتعفنه فى السجن وحيداً ؟ أم أنه تصور بأن عداء جاره لهذا الشخص كأنه عداء له أيضاً؟ أم لأن الشخص الذى قتله عربى فهو بقتله له إعلان واضح منه على رفضه لتلك الغربة التى يعيشها؟ أم أنها حركة لا إرادية تصدر عن شخص غير واعى وربما حلم طويل سيصحو منه بطل الرواية فى وقت ما؟
تحمل الرواية أيضاً فى طياتها إنفعالات كثيرة للشخصيات تجعلك تنظر إليها بعين المحلل، وبرغم ذلك لم أشعر بالملل فألبير كامو طوال أحداث الرواية يخلق لديك حالة من الفضول ،فكيف ستكون النهاية؟

No comments:

Post a Comment