Sunday, March 15, 2020
رسالة غابريل جارسيا ماركيز الأخيرة لقرائه مبدع الواقعية الساحرية
غابريل جارسيا ماركيز روائى وصحفى وناشط سياسى ولد فى ٦مارس ١٩٢٧ ب أراكاتاكا بكولومبيا
يعد من أشهركتاب الواقعية الساحرية ومن أشهرأعماله الممثلة لهذا النوع مائة عام من العزلة حيث نشرت عام ١٩٦٧ وطبع منها قرابة ٣٠ مليون نسخة وترجمت إلى ٣٠ لغة ويروى الكاتب بالرواية سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال والذين يعيشون فى قرية خيالية تدعى ماكوندو ويسمون الكثير من أبنائهم فى الرواية بهذا الإسم، وإشتهر للروائى أعمال أخرى مثل الحب فى زمن الكوليرا، وخريف البطريرك وعاصفة الأوراق ووقائع موت معلن والجنرال فى متاهته _ ونال جائزة نوبل فى الآداب عام١٩٨٢ م عن مجمل أعماله ، أما بالنسبة لرسالته الأخيرة فهى كما وردت :::
لو شاء الله أن يهبنى شيئاً من حياة أخرى، فإننى سوف أستثمرها بكل قواى.. ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكننى حتماً سأفكر فى كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيينا تعنى خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير بينما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكل نيام.
لو شاء ربى أن يهبنى حياة أخرى فسأرتدى ملابس بسيطة، واستلقى على الأرض، ليس فقط عارى الجسد، وإنما عارى الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. سوف أعطى للطفل الأجنحة، لكننى سأدعه يتعلم التحليق وحده، وللكهول سأعلمهم أن الموت لا يأتى مع الشيخوخة، بل بفعل النسيان.
لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر.. تعلمت أن الجميع يريد العيش فى قمة الجبل غير مدركين أن سر السعادة تكمن فى تسلقه.
تعلمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرة الأولى،فذلك يعن أنه أمسك بها للأبد.تعلمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط،حين يجب أن يساعده على الوقوف.تعلمت منكم أشياء كثيرة لكن قلة منها ستفيدنى؛لأنها عندما ستوضع إلى جانب غيرها فى حقيبتى أكون ودعت الحياة.
قل دائما ما تشعر به وافعل ما تفكر فيه.
لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التى أراك فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعى ولتضرعت إلى الله أن يجعلنى حارسا لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التى أراك فيها كنت أُحِبك ولتجاهلت بخجل أن تعرفى ذلك
هناك دوما يوم الغد الحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل لكن لو أننى مخطئ وهذا يومى الأخير أحب أن أقول. كم أُحِبك وإننى لن انساك أبدا لأن الغد ليس مضمونا لا للشباب ولا للمسنين.
ربما تكون فى هذا اليوم المرة الأخيرة التى ترى فيها أولئك الذين نحبهم فلا تنتظر أكثر تصرف اليوم لان الغد قد لا يأتى ولابد ان تندم على اليوم الذى لم تجد فيه الوقت من اجل إبتسامةأو عناق أو قبلة أو انك كنت مشغولاً كى ترسل لهم أمنية اخيرة . حافظ بقربك على من تحب إهمس فى آذانهم أنك بحاجة اليهم أحببهم وإعتن بهم وخذ ما يكفى من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: افهمك ،سامحنى، من فضلك، شكرا وكل كلمات الحب التى تعرفها
لن يتذكرك أحد من أجل ماتضمر من أفكار فإطلب من الله تعالى القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك وأحبابك كم هم مهمون لديك.
ليرحل بعدها عن عالمنا بتاريخ السابع عشر من إبريل لعام ٢٠١٤ بمدينة مكسيكو بالمكسيك
بقلم/أمنية عبد العزيز
#omnia_abdelaziz
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment