شاعر وكاتب مسرحى وممثل إنجليزى من أبرز كتاب الأدب الإنجليزى والعالمى سمى بشاعر الوطنية وشاعر إفون الملحمى. يملك شكسبير العديد من الأعمال التى حافظ عليها الزمن حتى الآن وتم تناقلها وما وصل إلينا حوالى ٣٩ مسرحية و١٥٨ قصيدة قصيرة وقصيدتين سرديتين طويلتين.
تم ترجمة بعض قصائده لعدة لغات على عكس مسرحياته التى لاقت إنتشارا واسعا بكل اللغات الحيةوتم تأديتها على الكثير من المسارح.
ولد شكسبير فى ستراتفورظ أبون آفون وترعرع فيها وأطلق عليه لقب شاعر إفون الملحمى نسبة إلى مسقط رأسه.تزوج فى سن ال١٨ من آن هاثاواى وأنجب منها ثلاثة أطفال سوزانا والتوأم جوديث وهامنت. وبدأ حياته المهنية فى الفترة بين ١٥٨٥ وحتى ١٥٩٢ بدأها كممثل وكاتب وشارك فى شركة بإسم رجال الملك للعروض المسرحية . كانت مسرحيات شكسبير الأولى تركز على الكوميديا والتاريخ وفى العام ١٦٠٨ إتجه إلى كتابة التراجيدى ومنها مسرحيات مثل/هاملت وعطيل والملك لير وماكبث وتعد من أفضل الأعمال فى الأدب الإنجليزى. وفى أواخر حياته إتجه لكتابة الكوميديا التراجيدية بمساعدة كتاب مسرح آخرين.
إعتمد شكسبير فى مسرحه على العواطف والأحساسيس الإنسانية مما عزز من عالميته وإستمراريته. فأبطال مسرحياته المأساوية شخصيات تتميز بالنبل والعظمة والعواطف الإنسانية فتؤثر بالجمهور والقراء أينما كانوا وتكمن براعته فى القصص المثيرة التى يستخدمها فى مسرحياته والمخزون الغنى بالشخوص التى يمتزج فيها الخير والشر والعاطفة والعقل ولغته الشعرية البليغة وتلاعبه بالألفاظ والكلمات. ويرجع الفضل فى نشر أعماله والحفاظ عليها لزملائه الممثلين جون هيمنجز وهنرى كونديل. ليرحل شكسبير عن عالمنا فى ٢٣ إبريل ١٦١٦ تاركاً مؤلفات هى نواة عصر النهضة وبداية إنطلاق الكثير من الأدباء.
على الجانب الآخر ولد أبو السعود الإبيارى(١٩١٠-١٩٦٩) أى بعد ما يزيد عن ثلاثة قرون بحى باب الشعرية بالقاهرة وبدأت موهبته فى الظهور فى سن التاسعة حيث نشر قصيدة زجلية فى مجلة الأولاد التى أصدرها (إسكندر مكاريوس) وإعجب بها كثيراً الكاتب الكبير بديع خيرى مما شجعه على الإستمرار فى مجال الكتابة وتتبع خطى أستاذه. فكان أول مونولوج (بورية من الستات) لسيد سليمان فحقق نجاح كبيرا فإلتحق الإبيارى بكازينو(بديعة مصابنى) وكتب لفرقتها إسكتشات فكاهية ،وأول رواية له كانت(إوعى تتكلم) عام ١٩٣٣ .وأول فيلم له(لوكنت غنى)لبشارة واكيم ومن إنتاج اللبنانية آسيا عام١٩٤٢ وحقق نجاح كبير
لينطلق بعدها إنتاج أبو السعود الإبيارى الغزير فى مجال السينما والمسرح وحتى كتابة الأغانى فقد كان يلقبه صديق عمره إسماعيل ياسين بالدينامو لسرعته فى كتابة الأعمال حتى وهو على فراش المرض فى أواخر حياته كتب سيناريو فيلم كامل فى ٤ أيام فقط.
ولم تكن مجرد أعمال تكتب بسرعة لتُنسى ،فمعظم أعمال الإبيارى السينمائية هى ماتربينا عليه ونحن صغار ومازالت خالدة فى تاريخ السينما فمن منا لم يشاهد الزوجة ١٣ وطاقية الإخفاء وصغيرة على الحب وعفريته هانم وسكر هانم. فقد كتب الإبيارى مايزيد عن ٥٠٠ فيلم تمثل حوالى ١٧%من إنتاج السينما المصرية، وقد شاركه رحلة كفاحه صديق عمره إسماعيل ياسين فأسسا فرقة مسرحية سويا عام ١٩٥٤م بعد تركهما لكازينو بديعة مصابنى وألف الإبيارى حوالى ٦٥مسرحية لم يبقى منها شئ للأسف نتيجة لخطأ فنى لعامل بالإذاعة والتليفزيون ،ولكن صدر مؤخرا كتاب للباحث نبيل بهجت تحت عنوان (مسرح أبو السعود الإبيارى) ووثق بها أهم مسرحيات الإبيارى، وقسمها إلى :مقتبسات عن نصوص عالمية لموليير ك(الشيخ متلوف-النساء العالمات -مدرسة الأزواج)وقسم للمسرحيات التى ألفها ومنها (ليلة الدخلة-غلط فى الحساب-وش تعب - المرأة دائما)
وكانت تميل كل مسرحياته إلى أسلوب فكاهى ممتع يجذب الجمهور للأسف لم يصل إلينا منها شئ ولم يعاد إخراجها مرة أخرى. ولكن تبقى أعمال الإبيارى شاهده على بصمته المميزة فى تاريخ السينما والمسرح المصرى بل وأشهر الأغانى التى مازلنا نتغنى بها حتى الآن كبعض الأغانى الشعبية من تأليف الإبيارى.
فلن نعاصر كل يوم كاتبا بهذه القامة وهذا الإبداع فهو كما أطلق عليه البعض موليير الشرق والنهر المتدفق ومنجم الذهب، ليرحل عن عالمنا فى١٧ مارس ١٩٦٩ بعد أن أسعد الكثيرين وساهم فى تقديم الكثير من النجوم للسينما والمسرح.
يقال بأن شكسبير ذاته كان يكتب بالطلب كالإبيارى حسب مواعيد عروض مسرح (جلوب) ومن أجل أكل العيش فقط وبرغم هذا إبداعاته تتحدث عن نفسها . أى أن الرجل كان يكتشف أنه مفلس فيجلس ليكتب هاملت ثم ينتهى المال فيجلس ليكتب مكبث.ربما لو أصيب الكتاب جميعا بحاسة الموهبة حسب الطلب كما فى حالة الإبيارى وشكسبير لكانت مكتباتنا تكتظ بأعمال أدبية أكثر حرفية ومنافسة للأدب العالمى وصار الأدب لا يقتصر
على خاصة الأدباء ولربما حققوا ثروة كبيرة من وراء كتابتهم. فهناك من يقول بأن الكاتب يولد هكذا ولا يمكنه تعلم هذه المهنة ،ولكن أى موهبة يولد بها الشخص تحتاج إلى تحفيز وتشجيع وتنمية حتى تكبر، فيجب أن تكون لك عائلة تحفزك وبيئة لا تعيقك ومجتمع لا يدس لك السُم فى كل نقد تناله.
ورغم مرور أكثر من ثلاثمائة عام بين مولد شكسبير والإبيارى إلا أن المسرح مازالت له هيبته الخاصة ، ومازال هناك جهد نحتاج أن نبذله من جانبنا لكى نحافظ على هذا التراث والإنتاج الضخم لكى لايندثر ويصبح طى النسيان، فالإنجليز عامة وأصدقاء شكسبير المخلصين كانوا أحد الأسباب فى بقاء مسرحياته وأدبه حاضرا حتى اليوم بكل تفاصيله لا تطاله يد الإهمال والنسيان لنتعلم منهم فربما أصبح لدينا كعرب من يمثل شكسبير مستقبلاً.
بقلم/أمنية عبد العزيز
١٢حزيران ٢٠٢٠
#omnia_abdelaziz
#شكسبير
#أبوالسعود_الإبيارى
#بديعة-مصابنى
#إسماعيل_ياسين
#آن_هاثاواى
#بشارة_واكيم
#آسيا

No comments:
Post a Comment